شمس الدين مواتسي  جمعية الشعرى لعلم الفلك

الكسوف والخسوف:

أثناء حركة الأرض حول الشمس  و القمر حول الأرض, يصادف أحيانا وجود هذه الأجرام الثلاثة على استقامة واحدة.

 يلعب القمر الدور الرئيسي في ظاهرتي الكسوف و الخسوف, فهو الذي يكون أحيانا بين الأرض و الشمس وبالتالي يحجب الشمس عن الأرض لبضع دقائق و تسمى ظاهرة كسوف الشمس Solar eclipse, ويكون أحيانا وراء الأرض أي أن الأرض تكون بين الشمس و القمر و بالتالي يقع القمر في ظل الأرض و تسمى ظاهرة خسوف القمر Lunar Eclipse .

لو فرضنا أن مستوى مدار القمر حول الأرض منطبق على المستوى الكسوفي (مستوى دوران الأرض و الكواكب حول الشمس) فإن الكسوف سيحدث عند كل اقتران ، كما سيحدث الخسوف عند كل بدر ؛و لكن ميل مستوى مدار القمر ب: 5° و 8' و43" لا يسمح بحدوث ذلك، لأنه يجب أن يكون القمر في نقطة تلاقي مستوى المدار القمري والمستوى الكسوفي في نفس الوقت مع الشمس، وهذا ما يسمى بالعقد. (عقد القمر: نقاط تقاطع القمر في مداره مع المستوى الكسوفي)

كسوف الشمس Solar Eclipse:

 هي ظاهرة  فلكية مؤقتة تحدث عندما يمر قرص القمر أمام قرص الشمس (الاقتران) فتحتجب الشمس لبضع دقائق و تنقص الإنارة, و بما أن المسافة بين القمر والأرض متغيرة ، ونفس الشيء بالنسبة إلى المسافة بين الأرض والشمس (بسبب مداراتها الإهليليجية ) فإن القطر الظاهري لقرص القمر يتغير هو كذلك ، وبالتالي تحدث عدة حالات للكسوف ناجمة عن هذا التغير وهي:

• الكسوف الكلي : إذا كان القطر الظاهري لقرص القمر أكبر أو مساو للقطر الظاهري لقرص الشمس (والذي يقدر بـ 30' أي 2/1°) فإنه يغطي قرص الشمس كليا مشكلا الكسوف الكلي.
  في حالة الكلية (إستتار كلي للشمس) و التي لا تدوم طويلا, يحل الظلام و يمكن مشاهدة بعض النجوم و الكواكب, كما يسبق الكسوف الكلي بعض الظواهر الطبيعية منها رجوع المد (ظاهرة المد و الجزر), نقصان طفيف في درجة الحرارة, ظهور أشباه أعاصير صغيرة كما يلاحظ عودة الحيوانات إلى بيوتها.
  من مميزات الكسوف الكلي, الإكليل الجميل الذي يحيط بقرص القمر, و اللآلئ النيرة (لألئ بيليي) التي تظهر بين القمم الجبلية للقمر و الشئ الجميل هو لحظة خروج القمر من قرص الشمس و بزوغ ضوء الشمس من جديد في مشهد يشبه خاتم من الألماس
• الكسوف الحلقي:  عندما يكون القمر في أبعد نقطة له حول الأرض، فإن قطره الظاهري يكون أقل من القطر الظاهري لقرص الشمس وبالتالي لا يغطيه كليا فيصبح (إي قرص القمر) محاطا بحلقة نيرة لقرص الشمس ويسمى هذا الكسوف بالكسوف الحلقي.
  أثناء حدوث الكسوف الحلقي لا توجد تغيرات كبيرة تصادفه, كما أن درجة الإنارة لا تنقص كثيرا لوجود حلقة معتبرة من قرص الشمس و القادرة على إنارة الأرض.

• الكسوف الجزئي: إذا لم يمر القمر بالضبط أمام الشمس فإن هذا الكسوف لا يكون كليا ولا حلقيا وإنما هو كسوف جزئي, فقرص القمر يغطي جزءا من قرص الشمس فقط.

لا يرى الكسوف من كامل المعمورة, و إنما من المناطق التي يمر عليها ظل القمر فقط و المناطق المجاورة له (كسوف جزئي) كما يحدث على الأكثر 5 كسوفات للشمس و على الأقل 2 في السنة.

تـحذيـــــر
إن إمعان النظر إلى الشمس، أو ملاحظتها من خلال جهاز بصري كالتلسكوب، أو المنظار أو المنظار المزدوج (Jumelles) خطير جدا، وقد يسبب فقدان نهائي للبصر، ولغرض رصد الكسوف، نستعمل عادة نظارات خاصة أو تقنيات الإسقاط كما هو موضح في الرسم التالي

خسوف القمر Lunar Eclipse:

خسوف القمر ظاهرة فلكية مؤقتة تحدث عندما يبدأ القمر و هو في حالة بدر بالاختفاء تدريجيا و هذا راجع لدخوله في ظل الأرض, إلا أن القمر لا يختفي فعلا و إنما يتغير لونه إلى الأحمر الآجوري الداكن, و تختلف دكانته حسب المناخ  و مدى تلوث الجو.

خسوفات القمر كلية و جزئية بحسب وضعية الأرض و القمر, فيكون كليا عندما يختفي ظوء القمر و هو بدر تماما أي دخول القمر في ظل الأرض, و يكون جزئيا عندما يختفي جزء من البدر إي دخول القمر في جزء من ظل الأرض فقط.

يرى الكسوف من كامل المعمورة (الجانب الليلي- النصف المظلم) للذين يشهدون البدر في تلك اللحظة,  وهذا راجع لكبر قطر ظل الأرض (مقارنة بالقمر) الذي يقطعه القمر, كما توجد عدة خسوفات للقمر في السنة مقارنة بكسوفات الشمس.