عفاف بن دالي حسين

 

يعلم الجميع أن النظر المباشر إلى الشمس عن طريق العين المجردة خطير جدا، وكذلك هو الأمر بالنسبة لرصد كسوف الشمس دون اتخاذ الإحتياطات اللازمة؛ الأمر الذي يؤدي حتما في كل الحالات إلى نقصان معتبر في حدة البصر وفي أحيان أخرى إلى العمى كليا.

إن واحدا منا لا يمكنه أن ينكر مدى أهمية البصر، إذ أنه من أهم الحواس لدى الإنسان و أن ما يقرب 70%من الإحساسات الواردة إلى الجسم هي إحساسات بصرية، كما أن عدد الأعصاب الناقلة للحس البصري، يزيد على ثلث مجموع الأعصاب الحسية في الجسم.

رحلة داخل العين:

العينين هما جزء من الدماغ، بل إنهما من أرقى الأجهزة و أدقها تركيبا في هذا الكون، بل هي قمة في الخلق الذي أبدعه الخالق ووهبه لنا.

للعين جدار يحيط و يحمي الأوساط الشفافة المتواجدة بداخلها: (الخلط المائي، الجسم البلوري، الخلط الزجاجي) والتي تعتبر"الجهازالبصري" للعين (Optique Systeme).

بياض العين

 1

القزحيّة

 2

الجسم الهدبي

 3

مشيمة العين

 4

الشبكيّة

 5

فورفيا

 6

العصب البصري

 7

الجسم المزجّج

 8

أما الجدار فيحتوي على ثلاث طبقات من الخارج إلى الداخل:      

·       الطبقة الصلبة: معتمة تغلف العين وتمتد إلى الأجزاء الأمامية مشكلة: "القرنية" الشفافة و الأكثر تحدبا منها.

·       طبقة المشيمة: معتمة وغنية بالأوعية الدموية وبصبغة الملانين التي تكسبها لونا أسودا و تجعلها غير عاكسة للضوء.

·      الشبـــكـية: المنطقة العصبية في الجدار، و هي النسيج الحساس للضوء في العين،إذ يمكن مقارنته بفيلم آلة التصوير.

 

لمحـــة تاريــخـيـة:

إن خطر العمى الكلي بعد رصد كسوف الشمس، وصف لأول مرة من طرف Saint Yves عام 1722م؛ بينما لم يتم التعرف على أن "الشبكية" هي مقر الإصابة في العين بعد التعرض المباشر لأشعة الشمس، إلا في أوائل القرن . ومنذ 1940م كانت حالات إصابة الشبكية بأ شعة الشمس، تسجل في عدة حالات: الأمراض العقلية، الشعائر الدينية، ...واليوم، معظمها ناتجة عن رصد الكسوفات دون توقي الحذر.

Image du soleil en lumière ultraviolette réalisée par le satellite SOHO le 14 sept 1999إن مخاطر رصد الكسوف دون الاحتياطات اللازمة واردة، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الضوء الأزرق و البنفسجي المرئيان و الأشعة فوق البنفسجية غير المرئية: مؤذية للعين؛ ولأن ضوء الشمس شديد التوهج يحتوي على كل هذه الأشعة فإنه يمكن أن يؤذي "القرنية" وكذا "الشبكية" علما أن أي تلف في الخلايا العصبية للشبكية، لن يعوض بنفس النوع من الخلايا المتخصصة بل بألياف اعتيادية ليس لها قابلية على التحسس بالطاقة الضوئية أو نقلها؛ فهذه الحروق والإتلاف الذي تتعرض لها العين غير قابلة للتراجع؛ لذلك فإن جميع الوسائل المخصصة لمعالجة الحالة، غير مجدية خاصة في مراحل متقدمة للمرض...

.لكن إن لم يتوفر العلاج، فإن الوقاية خير بديل للنجاة...

Parchemin horizontal: يبقى  رصد كسوف الشمس، يشد القريب و البعيد ويجلب القاصي و الداني، فكل مولع بمشاهدة بديع خلق الله والتمتع بجمال الظاهرة و إثارتها.و ليكن ذلك كله مقرونا باحترام وسائل الوقاية المتخصصة فنحفظ الحواس التي وهبها الله لنا و نتمتع باستمرار بما تهديه لنا الطبيعة من ظواهر فلكية أخرى.